تختلف احتياجات الانسان باختلاف فصول العام، فالله عزوجل قد جعل لكل فصلٍ أهمية من حيث الطقس والمناخ وحاجة النباتات لحرارة أو برودة كي تنمو، وهذا كله يدخل في خدمة الانسان.
ففي الصيف يحتاج الانسان لمشروبات باردة لتخفف شدة حرارة الجسم الناتجة عن ارتفاع حرارة الجو، مثل المياه البادرة والمرطبات، أما في الشتاء يحتاج جسم الانسان لمشروبات ساخنة تدفي جسمه من برودة الجو.
لكن منذ بدء العدوان على غزة أكتوبر 2023 تغيرت الأحوال، فلم نعد نتناول مشروبات باردة صيفاً أو ساخنة شتاءٍ، نظراً لانقطاع الكهرباء وعدم سماح العدو لإدخال الغاز الذي من خلاله يتم طهي الطعام وصناعة المعجنات والمشروبات الساخنة.
انقطاع الكهرباء والمحروقات، كان الدافع للبحث عن وسيلة أخرى لتوفير الكهرباء في أبسط استخداماتها مثل توفير إنارة للمنزل أو شحن الهواتف النقالة، أو تشغيل أجهزة المشفى، فكانت البديل هي الطاقة البديلة من خلال لوحات الطاقة الشمسية.
لوحات الطاقة البديلة كانت متوفة بغزة عند البعض، وهذا ساعدهم على تجاوز مشكلة انقطاع الكهرباء إلى حد ما، فاستطاعوا إنارة منازلهم وشحن هواتفهم، وقد ساعدوا جيرانهم في ذلك لاجتياز المحنة.
لكن مع النزوح والنزوح المتكرر، فقد كثيرون لوحاتهم الشمسية؛ لأن النزوح في أغلبه يكون بشكل مفاجئ قد لا يتمكن معه المواطن من نقلها، وإن حدث ونقلها، فقد لا تصل كلها سليمة، وهذا يؤثر على جودة عملها.
إن انقطاع الكهرباء أثر على فكرة شرب المواطن المياه الباردة صيفاً، كما أثر على إمكانية وضع ما تبقى من طعام_ إن وجد_ في الثلاجة، فهنا أمام العائلة خياران، إما أن تطبخ على قدر حاجتها، أو أن تزيد وتستعد لفساد الزيادة في الطعام.
أمام انقطاع الكهرباء في ظل حاجة الناس للمياه الباردة لجأت كثيرون لتبريد المياه وبيعها بسعر مناسب إلى حد ما، وهذا بدوره خلق فرصة عمل لبعض الأسر، حيث أن مالك لوحات الطاقة يبرد المياه ويضعها في أكياس بلاستيكية ثم يبيعها لآخرٍ، والذي بدوره يبيعها للمارة في الشوارع والأسواق ليوفر لعائلته ما تيسر من مصروف يومي يقيهم الفقر والحاجة في ظل العدوان.
أما المرطبات التي يحتاجها الانسان في فصل الصيف لذات غرض المياه الباردة، فهي تشبه المرطبات الأصلية في الشكل فقط؛ لأن مكوناتها مفقودة بحكم العدوان واغلاق المعابر، وإن توفرت فهي مرتفعة الثمن، وأهم مكونات المرطبات هو السكر الذي منعه الاحتلال لمدة طويلة كما كثير من السلع الأساسية.
نسأل الله أن يعوضنا خيراً مما فقدنا، وأن ينتقم ممن حاربنا في اقواتنا وأرزاقنا.

